Wednesday, September 17, 2008

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


ومــا تِــلكْ بقــلبك يا مُــوسى؟!


ردا علي الاستاذ فتحي الضو



د. ابومحـــمد ابوآمـــنة


في ذكريات له عن الكفاح المسلح علي الجبهة الشرقية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي عكس الاستاذ فتحي الضو بعض انطباعاته عن قياديين تولوا امر مؤتمر البجا ونضاله المسلح. سجلها الاستاذ فتحي بطريقة مشوقة تثير الاهتمام والاعجاب, والمرء يتمني ان يتحفنا الاستاذ بمثلها من وقت لاخر اذ ان الكثير من الاحداث المثيرة التي وقعت هناك يكتنفها الكثير من الغموض. الا ان بعض ارائه تستحق المناقشة وخاصة تلك المتعلقة بقيادات مرت علي تنظيم مؤتمر البجا هناك.ـ


لماذا لم يحمل أهل شرق السودان السلاح ويتمردوا على السلطة قبل الجنوبيين؟


للحقيقة والتاريخ الجنوبيون الذين طرحوا هذا السؤال لاول مرة كانوا هم المعتقلون من حركة انيانيا حين نفتهم حكومة عبود الي سجن سواكن المهجور في منتصف الستينيات من القرن الماضي, وحينها كان السيد علي شنقراي, والد الامين الذي اصبح قياديا للمؤتمر في ما بعد, مديرا لذلك المنفي, وكان حينها الطالب محمد عثمان طه معتقلا هناك رغم صغر سنه.

السوال زال يتكرر كلما رأي الاخوة الجنوبيون الوضع الماساوي الذي يرزح تحته البجا.

وجدوا في الشرق من هو اكثر تخلفا واكثر معاناة, فصاروا يحثونهم علي التحرك والدفاع عن الحقوق ولتغيير هذه الظروف المذلة التي يرزحون تحتها.


كذلك عندما كتب الاخوة الدارفوريون كتابهم الاسود الذي حلل ظروف التهميش بطريقة علمية, وجدوا من هو اكثر تهميشا منهم, وهم البجا في شرق السودان.ـ

نعم يا فتحي ..

لكن ما يُدهِشك حقاً أن حتي غبوش الجندي الجنوبي نسي معاناته وهانت عليه مصيبته بعد أن رأى مصيبة غيره، فهو لم يكن ينِزُّ شحماً ولا لحماً ولا ورماً, كما قلت ، فهل بعد هذا يصح ان يتاجر الانتهازيون بقضية هؤلاء البؤساء التي تدمي القلوب ؟ّ!


حمل البجا السلاح, وفتحوا الجبهة الشرقية وكبدوا النظام خسائر فادحة, ومهدوا للحركات الاخري الطريق لضرب النظام من موقع موجع. وحين وقعت اتفاقية السلام لم يكن فيها اي ذكر لقضيتهم, كما كانت تقتضي قواعد اللعبة.ـ

رحلت كل القوات التابعة للاحزاب تاركين البجا خلفهم في الميدان . ثبت المناضلون, ولكن حدثت تغيرات وتدخلات غير محمودة.

القيادات صارت تبدل كلما شاء الاصدقاء ذلك. أقالوا رواد الكفاح المسلح أمثال محمد طاهر أبوبكر أول رئيس للتنظيم، وحسين ولي أركاب ومحمد موسى والشيخ عمر محمد طاهر, ومحمد طاهر أحمد وابراهيم آداب وسليمان أونور ومحمد عثمان ابراهيم , وأتوا بجهلاء لا يفقهون في امور الدنيا الكثير, ولكنهم يخضعون وينفذون كل ما يأتمرون به, حتي لو كان ذلك في غير مصلحة البجا.

نعم, يا فوزي, ازاحوا الرواد وأتوا بالنكرات من ذوي الافق المحدود, والذين لا ماضي نضالي لهم, لم يروا السجون وبيوت الاشباح ولملموا علي هؤلاء المزيد من المتسلقين والانتهازيين وعملاء النظام, وقالوا لهم انتم تفاوضون, ولا أحد غيركم ليتم طي ملف قضية الشرق.

وكونوا لهم منظمة اسموها جبهة الشرق, وقاموا بتعيين قيادة ثلاثية لها, فاقدة للاوئام والانسجام.

هذه القيادة التي تراها علي رأس هذه المنظمة اتت بها ارتريا, الجماهير لم تنتخبها ولم تستشار في امرها, وعندما تقدم الاصدقاء بدستور مشبوه مفصل بطريقة لتكون كل سلطة المنظمة في يد شخص معين وليس الرئيس, رفضه المخلصون من ابناء الشرق في مؤتمر ادرسا الاخير عام 2006, فأضطر الاصدقاء لسحبه ومنذ تكوينها صارت المنظمة دون دستور, بل دون قيادة منتخبة. الادعاء بخلاف ذلك كذب في كذب, وتهريج سياسي رخيص. وماذا تسوي المنظمة دون دستور؟ـ لقد فتح الباب ليتصرف القيادي كما شاءـ ومن المضحك انهم حتي اللحظة يتغالطون أهي تحالف كيانات ام حزب يضم الاعضاء كافراو وبصفتهم الشخصيةـ


هل رأيت, يا فتحي, المناضلين عندما نزلوا من الطائرة القادمة من اسمرة بعد التوقيع علي الاتفاق؟

السودانيون الذين كانوا في المطار في ذلك اليوم حسبوهم سواح اجانب, وصاروا يتساءلون متي سيحضر الابطال؟ الذين نزلوا في ذلك اليوم كانوا من ذوي الوجوه النضرة, من المنعمين المترفين, في آخر صيحة من البدل والهندام والعطور الباريسية, والكروش والشحوم ـ!


بين هؤلاء لم يكن قط من رأيتهم انت في الوديان وعلي سفوح التلال , والذين حدثك عنهم غبوش بمرارة وقلبه كاد ان يتفتت من الآسي والحزن. هل رأيت ذلك المنظر , يا فتحي, وهم يتبخترون في ارض المطار؟ هل هؤلاء بجا؟ هل منهم من ذاق مرارة الجوع والعطش والحرمان؟ هل منهم من حمل البندقية من أجل القضية؟


لقد خانوا القضية من اول وهلة.


ألاصدقاء قالوا لهم ابعدوا المثقفين عن التفاوض, وكذلك المجتمع الدولي, ومنظمات الامم المتحدة, وخاصة الامم الاوربية, والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني السودانية , وكل وسائل الاعلام اي كانت, واياكم والتصريحات, واياكم من مناكفة رجال الانقاذ ـ


خضعوا ونفذوا ووقعوا, فجاء الاتفاق خاليا تماما من تطلعات اهل الشرق. الواقع انها كانت صفقة بين دولتين, واحدة منها تطمع في البترول والتجارة وتأمين الحدود وطرد المعارضين لها, والاخري تطمع في تصفية جيش البجا. فوقعت الصفقة وكان للجانبين ما اراداـ.

عندما تكونت منظمة جبهة الشرق وقع كل من رئيس مؤتمر البجا ورئيس الاسود الحرة علي ميثاقها لتكون تحالفا بين هذين التنظيمين, ولكن هناك من نط بعيدا منها وقال انها حزب قائم بذاته!


فوقع صراع مشين كما قلت.


الا ان هذا الصراع الدائر الان بين هذا وذاك لا يدور حول اوجاع انسان الشرق. انها الانتهازية تتصارع فيما بينها وهذا لا يهم المجتمع البجاوي, ولا يستحق ادني اهتمام. لقد صدقت حين قلت: -


المعارك المحتدمة بين آمنة وموسي الآن تعد عملاً إنصرافياً مخجلاً، والمفارقة انهما إستمرا في هذه المسرحية السمجة والمتطاولة في حين أن السودانيين وجماهير الشرق كادت أن تتغاضي الطرف عن ماضيهما الذي لا يؤهلهما للجلوس على الكراسي التي يجلسون عليها.


هم خانوا القضية وخضعوا للانقاذ, يأتمرون بأوامرها, يطلبون منها الحماية والارشاد والمصالحة, كلما اشتد الصراع بينهم, نسوا انسان الشرق وآماله وركنوا للمال والجاه. القيادة تقول شيئا للجماهير لتكسب التصفيق, بيانا تضمر شيئا آخرا في القلب, وفي القلب يبقي في القلب وينفذ عكس ما يقوله اللسان ـ


أسأل بربك , يا فتحي, ومـا تِـلكْ بقلبك يا مُــوسى؟ أنسيت معاناة الاهل ودماء الشهداء؟ لبسوي والرفاق؟


لكن تأكد, يا فتحي, ان في الشرق رجالا ممسكين بالقضية وسيدافعون عنها حتي النهاية مهما تطلب ذلك من تضحيات. ان جماهير البجا ستواصل النضال وستأتي بقيادات صلبة, واعية, مخلصة, امينة, حتي تتحقق الامال في حياة حرة كريمة في الغد المشرق.ـ




طططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط


ميغيل ديسكوتو يهاجم هيمنة القوى الغربية على المنظمة الدولية


هاجم الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو قس كاثوليكي من نيكاراغوا، بشدة هيمنة القوى الغربية على المنظمة الدولية، وتزايد سلطات مجلس الأمن في إطار المنظمة نفسها، وذلك في مستهل أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء


وقال ميغيل ديسكوتو بروكمان (75 عاما) في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة الـ63 للجمعية العامة للمنظمة الدولية، إنه يجب إضفاء الطابع الديمقراطي على الأمم المتحدة داعيا إلى إجراء محادثات على مستوى رفيع لإنهاء النفوذ الواسع الذي تحظى به القوى الغربية.


وأشار إلى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي "يخضعان أساسا لسيطرة الولايات المتحدة وأوروبا ويتم استخدامهما وسيلتين للسيطرة". وأضاف أن "العالم يشعر بالامتعاض حيال هذا الأمر، ومن الضروري تغيير هذا الموقف".


وقال الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة إن كلمة ديمقراطية بداخل الأمم المتحدة باتت جوفاء "دون أي معنى أو مضمون حقيقيين".


وشن بروكمان هجوما عنيفا على الحظر التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ خمسة عقود رغم مطالبة الأمم المتحدة لواشنطن بإلغائه.


كما شن هجوما على حق النقض الذي تتمتع به خمس قوى في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.


وقال إن بعض هذه الدول الخمس أصبحت تعتقد أن التمتع بميزة حق النقض "يخول لها عمل كل ما يحلو لها دون أي عواقب". وأضاف أن "حالة العالم اليوم تبعث على الأسى وهو أمر مخز، وكلنا دون استثناء نتقاسم المسؤولية عن حالة العالم اليوم".


وبغض النظر عن انتقاداته لهيمنة الغرب على الأمم المتحدة، قال بروكمان إنه يعتزم التعامل مع التحديات التي تواجه العالم في الفترة الراهنة، بما في ذلك أزمة الغذاء والفقر والجوع والتغير المناخي ونقص المياه بالإضافة إلى ملفات "الإرهاب" وحقوق الإنسان ونزع التسلح النووي وباقي القضايا التي تشكل تقليديا جانبا من جدول أعمال المناقشات في الأمم المتحدة.


وكان بروكمان وزيرا للخارجية في نيكاراغوا خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي إبان حكم جبهة الساندينيستا لهذا البلد، ولا يزال مستشارا في شؤون السياسة الخارجية للرئيس الحالي دانييل أورتيغا، وهو أحد القادة السابقين للجبهة، وقد عاد إلى السلطة عام 2006.


يذكر أن بروكمان، ذلك القس الذي تحول للعمل الدبلوماسي، اختارته دول أميركا الجنوبية ومنطقة الكاريبي لتولي منصب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الدورة الحالية، وهو المنصب الذي تتبادله قارات العالم سنويا بصورة دورية.

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

طططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط


الجـزائر والسـودان يحـــاولان تعـليق ملاحـقة كـوني الســودان



أعلنت الجزائر أنها تنوي بمعية السودان رفع طلب إلى مجلس الأمن الدولي لتعليق طلب إصدار مذكرة التوقيف في المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير.

وجاء هذا الموقف بعد تأكيد جنوب أفريقيا أن توجيه اتهام للبشير بارتكاب جرائم حرب في دارفور، سيقوض جهود حل أزمة الإقليم.


وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن المشاورات الجارية بين البلدين منذ عدة أشهر تسير في اتجاهين أحدهما "رفع طعن أمام مجلس الأمن الدولي بناء على البند 16 من قانون المحكمة الجنائية الدولية".

وأضاف مدلسي في تصريح صحفي أن ذلك البند "ينص على إجراء تجميد ما نسميه اليوم مبادرة مؤسفة من مدعي المحكمة الجنائية الدولية".

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الوزير قوله إن إجراء التجميد "يجب أن يوفر لنا كافة الضمانات باستعادة العدالة إزاء السودان شعبا ورئيسا".

وبإمكان أعضاء مجلس الأمن الـ15 المصادقة على قرار يؤجل 12 شهرا أي تحقيق أو ملاحقات تقوم بها الجنائية الدولية. كما يمكن للمجلس تمديد تلك المدة في نفس الظروف.

وأدلى مدلسي بتلك التصريحات إثر محادثات جرت مساء الثلاثاء بين وفد جزائري وآخر سوداني يقوده جلال يوسف الدكير وزير الصناعة والمبعوث الخاص للرئيس السوداني.

وتناولت محادثات الجانبين أيضا مبادرة الجامعة العربية التي تبناها آخر اجتماع وزاري لعقد مؤتمرات حول النزاع في دارفور.

وكان مدعي الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو طلب الشهر الماضي من القضاة إصدار أمر اعتقال للرئيس السوداني بتهمة ارتكاب عملية إبادة بدارفور غرب السودان.

هارون وصف تحركات الجنائية الدولية بمؤامرة استعمار جديد (الفرنسية-أرشيف)

مبادرات أفريقية

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي عن دعمه لدعوات الاتحاد الأفريقي من أجل وقف التحركات لمحاكمة البشير.

وقال مبيكي في مؤتمر صحفي بالخرطوم إن خطوات توجيه اتهام للرئيس السوداني بارتكاب جرائم حرب في دارفور، من شأنها تقويض جهود حل أزمة الإقليم.

وكان الرئيسان السوداني والجنوب أفريقي قد اختتما أمس جولة من المباحثات قال مراسل الجزيرة بالخرطوم إنها تناولت ثلاثة محاور هي مذكرة التوقيف بحق البشير، والحل السلمي في دارفور ومتابعة تطبيق اتفاقية السلام الشامل بين شمال وجنوب السودان.

استعمار جديد

ومن جهته اعتبر الوزير السوداني أحمد هارون الذي يتهمه مدعون دوليون بالتحريض على أعمال قتل جماعي في دارفور، أن محاولة اعتقال الرئيس البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب بالإقليم يمكن أن تعقد وتطيل الصراع.

ونقلت رويترز عن هارون قوله إن تحرك الجنائية الدولية لتوجيه اتهام للرئيس يعتبر جزءا من مؤامرة غربية لبدء "استعمار جديد" لأفريقيا، وقال أيضا إنه يمكن أن ينشر عدم الاستقرار في أنحاء المنطقة بكاملها.

من جهة أخرى نفى الجيش السوداني وقوع اشتباكات بين قواته ومتمردين في ولاية شمال دارفور غربي البلاد, وتحدث فقط عن عمليات ملاحقة "لقطّاع الطرق".

وقال الناطق باسم الجيش العميد عثمان الأغبش للجزيرة نت إن ما يجري هو عمليات لتأمين الطرق أمام عربات الإغاثة, والجديد في الأمر أن العمليات وصلت مواقع للمتمردين يتخذها "قطاع الطرق" منطلقا لهجماتهم.

وكان قيادي بجيش تحرير السودان الذي يقوده عبد الواحد محمد نور ذكر أن الجيش ومليشيا الجنجويد يهاجمان منذ الجمعة قرى في جبال ميرا حيث معاقل متمردي دارفور, وأفاد مصدر آخر بالحركة أن القوات الحكومية تستعمل طائرات أنتونوف.

المصدر: وكالات


No comments: