Saturday, January 31, 2009

العدد رقم: 1156السوداني 2009-01-31

مستشفيات البحر الأحمر.. رحلة البحث عن المفقود

بورتسودان: عبدالقادر باكاش
تعيش المؤسسات الصحية بولاية البحر الأحمر ظروفاً بالغة التعقيد من نقص للكوادر العاملة وتردي البيئة بالمستشفيات وخاصة مستشفى بورتسودان، مما دفع الكثير من المواطنين الى اللجوء الى المستشفيات الخاصة التي توسَّعت على حساب الحكومية، وفيما كشفت وزارة الصحة بالولاية عن خطة لتطوير المستشفيات، ناشد مواطنون والي الولاية إلى تأهيل مستشفى المدينة لمواجهة تكلفة العلاج الباهظة بالمستشفيات الخاصة والتي تستعصي على محدودي الدخل.
نقص الكوادر
وأعلنت وزارة الصحة رصدها لمبلغ (42) مليون جنيه هذا العام لتطوير الخدمات الصحية، وتأهيل مستشفيات الولاية. وقال وزير الصحة بولاية البحر الأحمر د. أبوبكر الدرديري في حديث خاص لـ(السوداني) إن وزارته تشهد حركة تطوير غير مسبوق في خدماتها العلاجية والوقائية وأعلن ترفيع مدرسة المساعدين الطبيين إلى أكاديمية طبية لتدريس كوادر التمريض ومحضري العمليات وفنيي الأشعة والتخدير والمساعدين الطبيين، وترفيع المراكز الصحية بكلٍّ من دروديب وتهاميم وقرورة وتمالح، إلى مستشفيات ريفية تسع (80) سريراً تشمل التخصصات الرئيسية كـ(الباطنية والجراحة والأطفال والنساء والتوليد) وإقامة مركز لجراحة المخ والأعصاب وتشييد عنابر جديدة في مستشفى بورتسودان التعليمي وتوسعة مستشفى الحوادث والطوارئ وتشييد (4) عنابر للتغذية في مستشفى الأطفال وتأهيل مصحة الأمراض العقلية ببورتسودان.
تأهيل المستشفيات الريفية
وأوضح الوزير أنهم استلموا المعدات الطبية الخاصة بالمستشفيات الريفية في كلٍّ من سواكن وطوكر وسنكات بما تعادل قيمته ثلاثة ملايين وسبعمائة وخمسين جنيهاً، وأقر الدرديري بنقص الكوادر الطبية في المستشفيات الريفية، وقال نحتاج لـ(12) اختصاصياً لتشغيل هذه المستشفيات الثلاث، ونفى وجود نقص حاد في الكوادر الوسيطة في مستشفيات الولاية، مؤكداً أن لديهم في مستشفيات الولاية (51) طبيباً اختصاصياً و(112) طبيباً عمومياً و(18) نائب اختصاصي و(263) كادراً فنياً في مختلف التخصصات و(435) ممرضاً و(20) صيدلياً و(528) قابلة، وقال إن عدد مستشفيات محليات الولاية يبلغ (10) مستشفيات بجانب مستشفى الأمير عثمان دقنة المرجعي والذي يعمل به (14) طبيباً اختصاصياً مصرياً بجانب الأطباء السودانيين ويسع (168) سريراً، اضافة إلى مستشفى بورتسودان التعليمي الذي يحوي أقسام الباطنية والجراحة والنساء والتوليد والأطفال والحوادث والعظام والأنف والأذن والحنجرة والعيون والأسنان والعصبية والجلدية والتناسلية، مبيناً أن هناك ثلاث مستشفيات أخرى تابعة لوحدات حكومية ومستشفى هيئة الموانئ البحرية ومستشفى الشرطة ومستشفى القوات المسلحة، بجانب (17) مركزاً صحياً داخل مدينة بورتسودان و(26) مركزاً صحياً في الريف ومركزاً لتشخيص أمراض السكري وآخر لتشخيص أمراض الكلى و(36) شفخانة و(23) نقطة غيار و(26) صيدلية شعبية تابعة لإدارة الدواء الدوار و(54) صيدلية خاصة و(4) صيدليات مجانية في كل من مستشفى الحوادث والنساء والتوليد والأطفال وفي مركز التقدم الريفي و(20) عيادة بيطرية و(3) مؤسسات علاجية خاصة، وأكد الدرديري استقرار الأوضاع الصحية بالولاية وعدم حدوث أي حالات وبائية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأكد انحسار معدلات الإصابة بمرض السل في ولاية البحر الأحمر في الآونة الأخيرة بفضل جهود التوعوية الكبيرة التي بذلتها حكومة الولاية في محاربة الفقر وفي تطبيق سياسة الغذاء مقابل التعليم لتلاميذ الريف وانتهاجها لسياسة الأسر المنتجة، وعزا انخفاض معدلات تردد المرضى على المستشفيات الحكومية إلى استفادتهم من الميزة النسبية التي يوفرها التأمين الصحي لمشتركيه في المؤسسات العلاجية الخاصة.
وكشفت جولة قامت بها (السوداني) داخل مستشفى بورتسودان التعليمي عن تدني الخدمات الطبية وتلوث البيئة داخل المستشفى ونفور المرضى إلى المستشفيات التجارية وإلى مستشفى الأمير عثمان دقنة، وقال المريض محمد الأمين أحمد إن مستشفى بورتسودان تم إنشاؤه في العام 1918م ولم يشهد أي تطوير يذكر منذ ذلك الحين وناشد الأمين والي البحر الأحمر الالتفات إلى مستشفى بورتسودان المركزي وتأهيل مبانيه وتوفير العلاج بداخله وتحسين بيئته وشكا من انعدام كوادر طبية كافية وتدني الخدمات المقدمة للمرضى، موضحاً بأن مستشفى دقنة المرجعي الذي شيّدته حكومة الولاية صار مستشفىً تجارياً للطبقات المقتدرة لا مكان فيه للضعفاء والمعدمين. وأفادت متابعات (السوداني) إن مشكلة تدني الخدمات داخل مستشفى بورتسودان ناتجة من قلة الكوادر الفنية ومن عدم تعيين كوادر جديدة نتيجة لتوقيف الولاية للتعيينات منذ ثلاث سنوات إذ يوجد بمستشفى بورتسودان حالياً (111) ممرضاً من حملة الشهادات و(91) تحت التدريب من مدرسة التمريض و(77) ممرضاً تابعين للجنة تدريب وتأهيل أبناء البجا يعملون بأقسام المستشفى كافة، لم يتم تعيينهم منذ ثلاث سنوات. وعلمت (السوداني) أن المستشفى يحتاج الى حوالى (100) ممرض اضافي لتغطية حاجتها من الكوادر الوسيطة.


No comments: